أبحاث ودراسات في جامعة العين لاكتشاف دواء لـ "كورونا" وأخرى حول المخاطر المحتملة

منذ بدأت جائحة كوفيد-19 تضرب العالم، انطلقت العديد من الأبحاث والدراسات العلمية لاكتشاف هوية هذا الفيروس الذي اقتحم حياة الجميع. ولا شك أن دولة الإمارات كانت سباقة في مجال تطوير الأبحاث الطبية والاستفادة من مخرجاتها للارتقاء بمستوى الخدمات الصحية المقدمة لجميع أفراد المجتمع. وهذا ما تتبعه جامعة العين كذلك التي تسير بخطى واضحة نحو الارتقاء بالبحث العلمي عبر إجراء مجموعة من الأبحاث العلمية والدراسات على أيد أمهر الباحثين في الجامعة.

مئات الأخبار وعشرات الدراسات التي تنشر حول فيروس كورونا، منها ما تثبت معلومات وأخرى تنفيها، ويبقى البحث عن الحقيقة مستمراً.

ماهي الأعراض والمخاطر المحتملة؟ ماهي عوامل الخطر المرتبطة بمعدل الوفيات؟ ماهي استراتيجيات مكافحة الفيروس؟ وهل يمكن اكتشاف دواء جديد للقضاء على كورونا بشكل نهائي؟

في هذا التحقيق يناقش أساتذة وباحثي كلية الصيدلة في جامعة العين هذه المسائل:

 

عوامل الخطر

وفقاً للدراسة التي أجراها كل من الدكتور عادل صادق والدكتور عاصم النور حول عوامل الخطر المرتبطة بمعدل وفيات الحالات للأشخاص المصابين بفيروس كورونا جاءت النتائج على النحو التالي: 1769 شخصًا بمتوسط عمر 52 عامًا و65.9٪ من الذكور. كانت أعلى معدلات الأمراض المزمنة التي تم الإبلاغ عنها هي أمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 22.2٪ (393/1769). وبلغ العدد الإجمالي للحالات المقبولة في وحدة العناية المركزة 228 حالة (12.9٪)، فيما بلغ معدل إماتة الحالات الإجمالي المبلغ عنه 7.7٪ (136/1769) ، وكان أعلى معدل عند 28.2٪ (54/191) وأدنى معدل عند 1.4٪ (15/1099). وبلغ متوسط مدة ظهور المرض حتى الوفاة بالنسبة لغير الناجين 15.3 يومًا.

ويقول الدكتور عادل صادق لقد وجدنا أن العمر الأكبر، والجنس الذكري، والمدة الأطول من البداية حتى الوفاة (أيام) ، وتطور متلازمة الضائقة التنفسية الحادة/الصدمة، ومرض السكري الموجود مسبقاً، وأمراض القلب والأوعية الدموية الموجودة مسبقًا كانت عوامل الخطر الرئيسية المرتبطة بالحالات المرتفعة لمعدل الوفيات.

 

معدلات الوفيات المبكرة

أظهرت الدراسة الثانية التي أجراها نفس الباحثين حول معدلات الوفيات المبكرة للأشخاص المصابين بفيروس كورونا في ووهان، الصين، وهي مراجعة لثلاث دراسات بأثر رجعي مع 278 حالة، بأن مدة ظهور ضيق التنفس متغيرة بين 8 و 5 أيام. وأن المضاعفات الرئيسية المبلغ عنها هي الضائقة التنفسية الحادة والالتهاب الرئوي وإصابة الكلى الحادة وأمراض القلب الحادة. فيما كانت الأمراض المزمنة الرئيسية التي تم الإبلاغ عنها هي أمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 23.7٪ (66 من 278). وقد بلغ معدل الوفيات الإجمالي المُبلغ عنه 8.3٪ (23 من 278).

ويرى الدكتور عاصم النور أن الخصائص السريرية لغير الناجين من فيروس كورونا الجديد تشمل الذكور البالغين، الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا، والذين يعانون من أمراض مصاحبة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية، ومتلازمة الضائقة التنفسية، وإصابة الكلى الحادة، إضافة إلى مرضى السكري الذين سجلوا أعلى دخول إلى وحدة العناية المركزة. مشيراً إلى أن معدل الوفيات كان مرتفعًا في دراستين من الدراسات المبلغ عنها (15.0٪ و 11.0٪) ، والتي انخفضت في الدراسة المتأخرة إلى 3.4٪.

 

الاستراتيجيات المحتملة

وحول الاستراتيجيات المحتملة لمكافحة كوفيد -19 تقول الدكتورة ظلال خرابة قمنا في هذه الدراسة بتفصيل جميع البيانات المتاحة حاليًا والتي تلقي الضوء على الطرق الممكنة لعلاج كوفيد-19، مثل الأدوية المضادة للفيروسات والكورتيكوستيرويدات وبلازما الناجين واللقاحات التي يحتمل أن تكون فعالة. بالإضافة إلى ذلك، تم مناقشة التجارب السريرية الجارية والمتوقفة التي تم إجراؤها للتحقق من صحة العلاجات المحتملة للفيروس. كما توضح المراجعة أيضًا النهج المستقبلي والمزايا المحتملة لاستخدام بلازما الناجين والخلايا الجذعية لتحسين الأعراض السريرية وتلبية الطلب على العلاج الفوري.

 

دواء جديد

لا شك أن نجاح العلماء والأطباء والباحثين في تطوير علاج لفيروس «كوفيد - 19» وإيجاد لقاحات لمكافحة الفيروس يعد إنجازاً عالمياً، وفي سباق البحث عن عقار جديد للقضاء على كورونا، يواصل الباحثون في كلية الصيدلة بجامعة العين بقيادة الدكتور نور الدين عطاطرة المدير المفوض للجامعة، والدكتور محمد غطاس نائب عميد كلية الصيدلة، العمل على مشروعهم البحثي الفائز بمنحة أكاديمية من مؤسسة الجليلة (عضو مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية) عن استهداف المادة الفيروسية الأساسية لفيروس سارس-كوف-2 عن طريق مثبطات دوائية بما يساعد في علاج كوفيد-19. و يرتكز هذا المشروع على اكتشاف مركبات عضوية صغيرة قادرة على تثبيط أحد الإنزيمات الحاسمة في دورة العدوى لهذا الفيروس (MPRO) و ذلك عبر استخدام نهج حديث وعصري يتم فيه الخلط بين أدوات حاسوبية متعددة والتجارب المخبرية.

وحول أسباب العمل على هذا البحث يقول الدكتور محمد غطاس: "هدفنا أن تكون جامعة العين إحدى المؤسسات التي تسخر إمكانياتها العلمية والبحثية ضمن الجهد العالمي لمكافحة وباء كورونا وإيجاد دواء جديد للقضاء عليه". أما عن النتائج المتوقعة من البحث فيقول: "ونتوقع اكتشاف مركبات صغيرة ذات فعالية ضد فيروس كورونا بحيث أن تكون نواة لتطوير مشاريع مستقبلية يصدر عنها دواء ذو فعالية سريرية"، وأضاف: "لا زلنا في المرحلة الثانية والتي يتم فيها اختبار هذه المركبات مخبرياً على إنزيم ال MPRO بالتعاون مع جامعة الإمارات العربية المتحدة وجامعة أبوظبي نيويورك باستخدام طرق حاسوبية متطورة ومتفائلين جداً بالنتائج في هذا المشروع".

 

مسؤولية مؤسسات التعليم العالي

أكد الدكتور نور الدين عطاطرة المدير المفوض لجامعة العين، أن البحث العلمي يمثل أحد رهانات دولة الإمارات في تعزيز تنافسيتها العالمية مما جعلها تقطع مراحل متقدمة في مجال تطوير الأبحاث الطبية وقد أثبتت التجارب أن الدولة بدأت تحصد ثمار التخطيط والرؤية الاستراتيجية الواعية التي تمتلكها قيادتنا الرشيدة، بتحقيقها إنجازات نوعية في القطاع الطبي.

ويرى الدكتور عطاطرة أنه يقع على عاتق مؤسسات التعليم العالي مسؤولية كبيرة لإيجاد حلول مبتكرة للعديد من التحديات التي تواجه المجتمع وذلك من خلال تطوير الأبحاث العلمية والطبية لاكتشاف المشاكل والتحديات وإيجاد حلول لها، والكشف عن المعلومات الدقيقة لإيصال الحقيقة للمجتمع في الوقت الذي تتضارب فيه المعلومات وتتكاثر الأخبار عبر قنوات التلفاز ووسائل التواصل الاجتماعي. وهذا ما تؤمن به جامعة العين وتسعى للعمل به وتطبيقه.

وأضاف: انطلاقاً من حرصنا على مؤازرة الجهود الوطنية الوقائية ضد كوفيد -19 ودعم جهود الدولة لتطعيم أكبر شريحة ممكنة بلقاح كوفيد-19، أطلقت جامعة العين بمقريها في العين وأبوظبي مبادرة "ليكن خيارك التطعيم" وهي مبادرة تحفيزية لتشجيع أسرة الجامعة على تلقي جرعات اللقاح والمساهمة في نشر الرسائل التوعوية التي تحمل حقائق حول أهمية التطعيم مع استمرار اتباع الإجراءات الوقاية من الوباء وصولاً إلى تعافي المجتمع وفق شعار يداً بيد نتعافى.